كرسي الاعتراف: أن تطرد الشكوك من أجل فكرة
إيمانك بالفكرة هو أصل كل عمل وقيمته، حتى لو ثارت شكوك وشكوك الناس من حولك، تذكر سبب انبثاق الفكرة وقيّمها.
دومًا ما أعصف بالأفكار وأصارعها وأطبخها جيّدًا في ذهني خلال عملي اليومي لتنضج قبل مشاركتها، فالفكرة نواة أي عمل وهي التي يضحي ويقاتل لأجلها أي منتج ليثبت رصانتها وأهميتها.
وفي برنامج ثمانية أسئلة وأفكار لا حدود لهما يضعني أمام شكوك لا أول لها ولا آخر، مثل: هل المهنة والفكرة مثيرتان للناس؟ أو هل تلك المهنة تحمل على عاتقها مسؤولية كبرى ولكن لا أحد يشعر بثقلها؟ وهل الأسئلة التي سأكتبها كافية فعلًا للتعبير عنها وجواب لكل ما يشغل تفكيرنا؟
كانت حلقة «ثمانية أسئلة مع مدير موارد بشرية» إحدى الحلقات التي ناضلت لإثبات أهميتها، فكل من حولي رقى إليه الشك بها. كنت حديثة تخرج في تلك الفترة وأتذكر مدى انزعاجي التام من القصص المأساوية وسلاسل الرفض لصديقاتي في تجاربهم مع المقابلات الوظيفية، نيف كثير من التجارب المرعبة وغير المنطقية التي تنحدر من كل حدب وصوب.
تخيل مثلًا أن ترفض نتيجة حركة يدك العشوائية؟ أو لأنك لم تستطع أن تعبر عن مستقبلك المجهول بعد خمسة أعوام؟ أو أن تجيب على سؤال: «ما نقاط ضعفك؟» و«نقاط قوتك؟» دون أن يعكس حديثك ضعفًا أو غرورًا؟
من هنا ولدت فكرة الحلقة أن أسأل مدير موارد بشرية، كيف يفكر أصحاب هذه المهنة، ولمَ يقحموننا في أسئلة لا إجابة لها؟ وبدأت الحروب الداخلية تشتعل: هل هي حلقة تشدّ المشاهد؟ أو هل هي مهنة في الأصل تثير فضول النّاس؟
وفي ظل تردد ومعاناة وحكايا مختلفة من صديقاتي أطبقت على كل الشكوك، وثقت بالفكرة، وأنتجت الحلقة ليشتعل التفاعل في منصات التواصل الاجتماعي بعدها؛ مؤكدًةً بأنها فكرة تمس الناس وتُهمهم.
إيمانك بالفكرة هو أصل كل عمل وقيمته، حتى لو ثارت شكوك وشكوك الناس من حولك، تذكر سبب انبثاق الفكرة وقيّمها. هل هي ذات أصل ثابت؟ أو مجرد عصف ذهني عابر؟
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.