لماذا بيسكامب؟

ثمانية تكبر كل يوم، ويزداد أعضاء الفريق. يندمج أفراد الفريق بسرعة على بيسكامب لأنها منصة عمل سهلة جدًا وخالية من تعقيدات التطبيقات الأخرى.

نعمل في ثمانية على منصة العمل بيسكامب، ومن خبرتي الممتدة مع تطبيقات العمل عن بُعد، أستطيع القول بأنها أفضل أداة لفِرق العمل وسأشرح لك السبب.

لأن كل العمل يُنجز في مكان واحد: المشاريع، المهام، متابعة المهام، الدردشة، الكتابة كأنك تستخدم مستند نصّ. في أول اجتماع عمل قالت لي أسيل: «ما يحدث خارج بيسكامب من أحاديث حول المشاريع لا يُعد ضمن العمل.». أشعرتني هذه الجملة بكثير من الارتياح. أخيرًا منصة عمل واحدة فيها كل شيء!

استخدمت منصات عمل مختلفة، بدايةً من مجموعات الدردشة على «قوقل هانق آوتس» (Google Hangouts)، كانت تجربة فيها من اللخبطة ما الله به عليم، فقوقل لها تجارب كارثية في تطبيقات الدردشة. ثم جمعت كل أدوات العمل في منصة «قوقل وورك بليس» (Google Workspace). 

كانت مايكروسوفت جبارة تسيطر على قطاع الأعمال مع حزمة تطبيقات الأوفيس، وبريد الهوتميل، وبرنامج الآوتلوك. إلا أن إطلاق بريد الجيميل عام 2004 غيّر قواعد اللعبة تمامًا.

انتقلت لفترة قصيرة على «تريلو» (Trello) للاستخدام الشخصي والمشاريع الجانبية، وهو أداة جيدة لمتابعة نمط محدد من العمل. ينتمي «تريلو» إلى نمط من أدوات العمل يسمى «كانبان» (Kanban)، الذي يُقسم لوحة العمل على المشروع إلى ثلاث لوحات عمل رئيسة. ويكثر استخدامه في الصحافة والنشر الرقمي، لأنه مصمم على متابعة المهام. لم يحقق «تريلو» كثيرًا من الشروط، إلى جانب ضعف دعمه للعربية، ففشلت تجربته. 

جربت «سلاك» (Slack) لبعض الوقت وهو أداة رائعة بحق، فالتكامل مع التطبيقات الأخرى جيد، لكن المستخدم يحتاج إلى أدوات مساعدة كثيرة جدًا. أما «مايكروسوفت تيمز» (Microsoft Teams)، فكان التجربة الأسوأ على الإطلاق. ومن الخيارات مفتوحة المصدر التي أرشحها بشدة تطبيق «زوليب» (Zulip)، أداة تشبه «سلاك» كثيرًا، وتدعم اللغة العربية. حاليًا أستخدم «نوشن» (Notion) لحياتي الشخصية، وما زلت مقتنعًا بأنه أداة لتنظيم الحياة الشخصية ولا يناسب فِرق العمل. كما عملت على أداة «أنا من حسوب»، وشهدت إطلاقها منذ البدايات حتى تحديثاتها الأخيرة، وأجدها أداة عربية رائعة جدًا لمتابعة فِرق العمل والمهام.

في تجاربي السابقة في العمل، كُنا نستخدم عدة قنوات للتواصل في وقت واحد. فلمتابعة مشروع ما، مثلًا، كنا نستخدم محادثات واتساب، ثم لوحة العمل على «تريلو»، ثم الإيميل، ثم المتابعة مع فريق العمل على «سلاك»، وقد نضطر إلى إجراء مكالمات هاتفية. كان الأمر مجهدًا للفريق، ومُشتتًا لنا جميعًا. 

ربما جعلني هذا كله أحب ثقافة بيسكامب، إذ يتمتع بأريحية كبيرة جدًا في تكسير القواعد في العمل. لست ثوريًا، لكن هذا النمط ناسبني. تشربت هذه الثقافة من خلال الانغماس في محتواها، فأنا مستمع منتظم إلى بودكاست (The Rework Podcast)، وفيه يتحدث مؤسسا الشركة بشكل عفوي حول إطلاق وإدارة المنتجات وفِرق العمل. 

كما قرأت كتب بيسكامب الثلاثة؛ أولها كتاب «ليس شرطًا أن يكون العمل جنونيًا» (It Doesn’t Have to Be Crazy at Work)، فيخبرك الكتاب بأنك تستطيع قيادة شركتك بهدوء وببطء، بعيدًا عن قواعد السيليكون فالي المجنونة. وكتاب «العمل من جديد» (Rework)، الذي تحطمت فيه كافة الأساطير حول بناء الشركات الناشئة، فالسر في التركيز على البساطة فقط. وكتاب «عن بعد» (Remote)، الذي روج لفكرة عظيمة حول فضيلة العمل عن بُعد.

كانت الكتب مؤلفة من مجموعة مقالات. لذلك كانت قراءة مقال كل يوم أمرًا رائعًا. ما زالت كل الكتب موجودة على طاولة مكتبي، وأعود لقراءتها بين الحين والآخر. فأقرأ مثلًا  للمؤسس جيسون فرايد، في كتاب إعادة العمل، وهو يتحدث عن فلسفة أن العمل لا ينجز  خلال العمل. ويُشير إلى الأوقات التي تتسرب في الأحاديث الجانبية بين الموظفين، أو تفقد الشبكات الاجتماعية أو أي ممارسات أخرى قد تعيق الموظف عن ممارسة العمل. ثم يطرح سؤالًا مهمًا؛ إذا أردت إنجاز مهمة أثناء العمل، فإلى أين تتجه بالضبط؟ ستكون هناك عدة خيارات مثل المقهى، مكتب المنزل، لكن مكتب الشركة لن يكون أحد هذه الخيارات!

في شركة ثمانية، نعمل على منتجات مختلفة، مثل الوثائقيات، وإنتاج الأفلام القصيرة، وبرامج البودكاست، والنشر الرقمي في مجال المقالات والنشرات البريدية. كل هذه الأعمال هي أسواق وقطاعات مختلفة، ومع ذلك بيسكامب لبت كافة شروطنا في العمل. يمكننا إطلاق الأفكار، وتحويلها إلى مشاريع، ثم توزيع المهام ومتابعتها وإنجاز كل شيء، دون اللجوء إلى تطبيقات خارجية.

ثمانية تكبر كل يوم، ويزداد أعضاء الفريق. يندمج أفراد الفريق بسرعة على بيسكامب لأنها منصة عمل سهلة جدًا وخالية من تعقيدات التطبيقات الأخرى. ويمكنك قولبتها حسب أيّ مشروع تديره، فإذا كان مشروعك بودكاست الفجر، فإنها تتحول إلى غرفة أخبار على الإنترنت. وإذا كان مشروعك بودكاست فنجان، فإنها تتحوّل إلى مركز إعلامي واستديو متكامل. وإذا كنت تريد إنتاج أفلام سياق، فيمكنك تعديل السياق لأيّ مشروع ترغب في إطلاقه. 

نعم، ستحتاج أحيانًا إلى استخدام تطبيقات مخصصة تناسب حاجة كل مشروع، سواءٌ في هندسة الصوت أو إنتاج الفيديو وغيرها من الأعمال. لكني أعني أن ممارسة العمل عن بُعد ستكون تجربة ناجحة جدًا، شرط استخدام أدوات مساعدة مثل بيسكامب.

في شركتك الناشئة تأكد بأن اختيار منصة العمل مهم. لا مجال للتجريب هنا. تحتاج فِرق العمل المختلفة إلى مكتب عمل منظم يساعدها على زيادة الإنتاجية. عندما تؤسس شركة وتتخذ نموذج العمل عن بُعد يا صديقي، فذلك يعني أنك وسعت خيارات التوظيف لديك لتشمل كافة المواهب في العالم. هذا النطاق العالمي سيمنحك قوة وثقافة عمل، وهذا ما تتميز به ثمانية.

النشرة السرّية
النشرة السرّية
منثمانيةثمانية

ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.