التغيير، صديقي المفضّل
موجة التغيير ستطالنا شئنا أم أبينا، وستتكرر باستمرار على مسيرتنا المهنيّة أو حياتنا الخاصة، وربما طريقة تفكيرنا.
وعيت، مِن اليوم الأول لي في ثمانية، أنَّ أحد أهم ما ينصّ عليه دستور ثمانية حينها، أنَّه لا شيء «ليس من شأنك» في العمل؛ معاونة الفريق بما تستطيع، والمشاركة في تطوير العمل، مطلبٌ على كل موظّف، وكنت حقًا «جوكر» كما وصفني زميلي جميل في تدوينة سابقة له، وكان الفريق الصغير حينها كلهم «جواكريّة».
لم يكن تطبيق ذلك صعبًا عليَّ، بل مُحبب، لأنني كنت ألبس قبّعات مختلفة، حينما كنت مستقلًا مسبقًا؛ مُخرج ومصوّر ومحرّر ومسؤول وحدات تخزين وغيرها، كل يوم مشروع جديد، وكل يوم قبّعة مختلفة، قبل انضمامي إلى ثمانية. وما ساعد في ذلك أنني شخص ذو نَفَسٍ قصير، فلا تتلبّسني الأدوار لفترة طويلة، ولا تربطني بالمهام طويلة المدى علاقةٌ مستمرة، والتغيير صديقي المفضّل.
هنالك لائحة مُعلّقة دائمًا في ذهني، كُتِبَت فيها العبارة المعروفة «الثابت الوحيد في الحياة هو التغيير»، وأحبّها وأؤمن بها. قد يكون التغيير مُخيفًا للبعض، تغيير الدور، أو تغيير المهام، أو تغيير الوظيفة، أو تغيير المدينة، لارتباطه بالمجهول، وبالنسبة لي هو الوقود لمغادرة مناطق الراحة.
موجة التغيير ستطالنا شئنا أم أبينا، وستتكرر باستمرار على مسيرتنا المهنيّة أو حياتنا الخاصة، وربما طريقة تفكيرنا، وبعض اهتماماتنا، ستلاحظ ذلك فقط بالرجوع إلى تاريخك قبل سنة أنك لم تَعُد الشخص نفسه، ولم تستمر كما أنت وكما كنت.
كَبُرت ثمانية وتَكبر كل يوم، وتقلّصت الأدوار المتعددّة للموظف الواحد، وتتقلّص كل يوم، أصبح كل فرد مَعنيًّا بما تحت يده وتحت سيطرته، ورُغم ذلك لا يزال الجميع «يَفزع» إلى بعضهم عند الحاجة، ويُشارك في اجتماعات التطوير، والمعاونة في تغطية أدوار أو مهام عن رغبة منهم، فهذه أشياء نبيلة لن تتغيّر فينا.
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.