لماذا توقفت عن أكل السّكر الأبيض؟
استمعت إلى حلقة فنجان مع أخصائي كيمياء الطعام عمّار العمّار. ما أن انتهيت من سماعها، حتى أعلنتها صريحةً: لن آكل السكر الأبيض.
قبل أسابيع استمعت إلى حلقة فنجان مع أخصائي كيمياء الطعام عمّار العمّار. ما أن انتهيت من سماعها، حتى أعلنتها صريحةً: لن آكل السكر الأبيض.
قد يبدو لوهلة أنَّ قراري عاطفيٌّ انفعاليٌّ، وحاله كالكثير من العادات الصحية التي نحاول تبنّيها، التي سرعان ما تتبخّر في ظروف غامضة. لكن أطروحة عمّار العمّار كانت مختلفة بالنسبة لي، عن أي أطروحة صحية غذائية أخرى.
يركّز المختصون -عادة- في التبشير بالصحةِ على التخويف بالأمراض المستقبليةِ، فهو سلاحهم الأوّل، ولا تخلو حلولهم من برامج معيّنة ينصحون بها من حِمْيات غذائية وأنشطة رياضية… إلخ. ما اختلف في طرح العمّار استخدامه المنطق، في موضوع تطغى عليه المعلومة العلمية، أو الكثير من المشاعر.
يقول العمار:
لا تأكل السّكّر الأبيض.
لماذا؟ لأنَّ جسمك لا يحتاجه، ولا يدري ما يفعل به. إنَّ وجود دهون مخزنة في جسمك حول بطنك وأردافك، وغيرها من الأماكن، إنَّما هو إشارة من جسمك، لعلك تدرك وجود خلل في عملية التغذية. يحاول جسمك لفت انتباهك بطرقٍ شتَّى لكنك لا تبالي.
تبدأ في الذهاب إلى النادي، عوضًا عن التغذية السليمة؛ وحين لا ترى النتائج المرجوة تلجأ إلى الحِمية الغذائية، التي ليست إلا وسيلة مازوخية لتعذيب النفس. كيف لا وأنت تُرسل رسالة واضحة لعقلك، المُدمن على طعم السكر الأبيض: «صبرًا، سننتهي من الحمية ونعود إلى مَا لذّ وطاب.» أي إنَّ الحمية حالة مؤقتة، ليس على جسمك سوى أن يصمد لفترة معينة، لكي تكافئه فيما بعد بالكثير من السكر الأبيض غير مكترثٍ بالعواقب.
ألَّا تأكل السّكر الأبيض يعني أنَّك لن تأكله بقية حياتك. الرِّسالة التي تُرسلها لعقلك مختلفة تمامًا عن تلك التي تُرسلها عند تبني حمية ما، أو عقد نية «تخفيف الأكل».
خلال أول أسبوعين بعد التّوقف عن السكر الأبيض أصابتني أعراض الانسحاب من الإدمان، وأصابني اكتئاب طفيف، صرت حاد المزاج، ونهش ألمٌ كل أرجاء جسدي. تعجّبت لِمَ لا توجد مصحّات تساعدنا على التوقف عن السّكر الأبيض كتلك التي تساعد شتّى المدمنين؟!
لا ريب أنَّك تعرف أنَّ تناول السّكر الأبيض باستمرار من أهم مسببات مرض السّكري المزمن. وبالتأكيد لطالما شعرتَ بخمولٍ شديدٍ بعد كل وجبة ثقيلة -هي في حقيقتها مليئة بالسكر الأبيض-. وكُتل الدهن المتناثرة في أرجاء جسمك لا تخفى عليك، فقد شيدها السكر الأبيض عامًا بعد عام. وأكاد أجزم أنَّك تعلم أن جوعك المستمر ليس إلا نتاج مطالبة خلايا مخك بالمزيد من الدوبامين، الذي يساعد تناول السكر الأبيض على إفرازه.
تخيل…
حياة بلا جوع!
حياة بلا خمول!
وشعور مستمر بالخفة، كالذي يصاحبك قبيل إفطارك في رمضان!
وجسم رشيق صحّي يصاحبه ثقة بالنفس.
تلك هي الحياة من دون السّكر الأبيض.
ستلاحظون هذه الخفة والشعور بالصفاء الذهني، في الحلقات القادمة من بودكاست السوق الذي أقدمه مع الزملاء وليد البلاع وعبدالله السعيدان. أمامنا موسم جديد من تغطية أخبار منظومة ريادة الأعمال. موسمنا الجديد بإطلالة جديدة، مِن خلال تصوير الحلقات ونشرها على منصة يوتيوب. وها أنا أدخل الموسم بلا سكر أبيض!
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.