اختبار السجل
version1
لديك فكرة كم سنة يظل الغراب حاقدًا عليك إذا أذيته، وينقض عليك كلما رآك؟
17 سنة! 😲 بعدها ينسى الموضوع ويحذف وجهك من ذاكرته...
هل لديك فكرة كم سنة وأنت حاقد على شخص أذاك؟ إذا أكثر من 17 سنة، حان الوقت أن تقتدي بالغراب وتتجاوز الموضوع وتنساه.
هل شخَّصت نفسك مؤخرًا باضطراب فرط الحركة؟
تختلف الدوافع. فربما تلقي اللوم على نفسك لأنك فوضوي، وقد تشعر بالإحباط من تسويفك فتظن أنك كسول، أو تنسى أشياءك وتفقدها في كل مكان وتتأخر عن اجتماعاتك فتشعر بالذنب والتقصير. أو تجد صعوبة في التركيز الطويل على المهمات التي لا تثير اهتمامك فتيأس، مما يشعرك بالعجز وقلة الحيلة، فتبحث في كل مكان لإيجاد منبع هذه التصرفات
يصادفك مقطعٌ لطبيب يسرد أعراض هذا الاضطراب أو ذاك، ويحيي فيك أمل معرفة أنك لست أيًا من هذه الأوصاف، بل خلفها جواب طبيّ يزيح عنك التفكير، لا سيما إن كنت تعاني مشاكل في التركيز والانتباه تؤثر في جودة حياتك في مرحلة معينة. يقول د. ياسر الدباغ في مقالة بعنوان «تشتت الانتباه لدى البالغين، بين الإفراط والتفريط» أنه «توجد عوامل متعددة مؤثرة في جودة الانتباه لا علاقة لها بهذا الاضطراب، وقد تكون مسؤولة عن شكوى المريض. ولعل أكثرها شيوعًا اضطراب القلق المعمم
لكن هذا لا يعني أنَّ تشخيص البالغين بالاضطراب مجرد «ترند» آخر يحاول الناس الانتماء إليه، وتمييز أنفسهم من خلاله. ففي جانبٍ من جوانبه هو تطوُّرٌ طبيعي للوعي والانتشار المعلوماتي حول اضطراب «فرط الحركة وتشتت الانتباه» مع اتساع معرفتنا وسهولة الوصول إلى المختصين وغيرهم، لا سيما وأن الاعتراف به لدى البالغين يعدّ حديثًا نسبيًا، وتباينت أوقات اعتماده لكل دولة بين التسعينيات والألفية.
ففي عام 1994 أُدرِج الاضطراب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في أمريكا، أما المعهد البريطاني الوطني للصحة فاعترف به عام 2008.
وبدأ تشخيص الاضطراب مع تركيز شبه حصري على الأطفال، مما أدى إلى إغفال تشخيص البالغين الذين عانوا منه وهم أطفال، إلا أنهم نجحوا في إخفاء أعراضهم بما يُعرَف بالتمويه «Masking»، أو مرت طفولتهم دون أن ينتبه أحد إليها. والنتيجة، وفقًا لإحصائية أجريت عام 2020، جرى تشخيص 366 مليون شخص بالغ باضطراب «فرط الحركة وتشتت الانتباه» حول العالم.
يتفق الرقم مع اعتقاد المختصين ولفترة طويلة أن اضطراب «فرط الحركة وتشتت الانتباه» لدى البالغين ما هو إلا اكتشاف متأخر، أو نتيجة تشخيص خاطئ، خاصة وأن الأعراض تختلف بين الإناث والذكور، كما تختلف حسب الفئة العمرية، وربما تختلط مع اضطرابات أخرى يطورها الشخص مثل القلق والاكتئاب وغيرها. ومن جهة أخرى، وجد بعض المختصين في السنوات الأخيرة أن اضطراب البالغين نسخة مستقلة عن الاضطراب لدى الأطفال، وأنه قد يظهر في مراحل متأخرة.
لا يقتصر نشر الوعي حول الاضطرابات العصبية على الرغبة في المساعدة فقط، بل يمتد إلى أبعد من ذلك، إذ دومًا ثمة من يسعى للتربح. فقد نشر موقع مجتمع علم النفس الأسترالي مقالةً بعنوان «لماذا أصيب الجميع فجأة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟» (?Why has everyone suddenly got ADHD).
تسلِّط المقالة الضوء على العامل الربحي، حيث نجد بعض الأطباء والمراكز المتخصصة يستغلون وسائل التواصل لنشر أعراض الاضطرابات بأنواعها مما يشجّع الناس على اعتقاد إصابتهم بها. والهدف الربحي إجراءُ الاختبارات المعتمدة وعالية الكلفة لاضطراب «فرط الحركة وتشتت الانتباه»، والتي قد تحتاج بعض الحالات منها إلى العلاج الدوائي مدى الحياة.
يقول راي موينيهان، صحافي ومؤلف وباحث أكاديمي في التقاطع بين المرض ودوافع الربح: «لدينا حالة مثل "فرط الحركة وتشتت الانتباه" تميل علاماتها وأعراضها إلى التداخل مع الحياة العادية. وهذا هو الوضع المناسب للحملات المموَّلة من الصناعة بهدف توسيع قاعدة المرضى وتعظيم أعداد الأشخاص الذين يجري تشخيصهم وعلاجهم، وبالنتيجة تعظيم أرباحها.»
وبالنظر إلى تاريخ الاضطراب والتهميش الذي مر به الكثيرون في مجال الصحة النفسية، لا يمكن الجزم بالأسباب التي دعت الكبار إلى تشخيص أنفسهم. ولكن يمكننا تتبع بعض الدلالات عندما نعرف أن تكلفة التشخيص عالية في معظم الدول، وقد لا يغطيها التأمين الصحي، فيشعر الشخص بأن تشخيصه غير ضروري بما أنه متعايش مع الأمر من خلال تطبيق استراتيجيات واستخدام أدوات تسهل حياته.
أضف إلى ذلك قلة المتخصصين في تشخيص البالغين في كثير من الدول من ضمنها العربية، التي أحرزت تقدمًا كبيرًا في تشخيص الأطفال ونست الكبار، وهو ما أشارت إليه الأخصائية انتصار رضي في حلقة بعنوان «مصاب ADHD بين المجتمع والطب النفسي» على بودكاست «شمس». كذلك يتخوف البعض من ردود فعل المختصين الذين قد يهمّشون مخاوفهم أو يخطئون تشخيصهم.
فضلًا عن أنَّ الكثير ممن شخصوا أنفسهم يخشى ألا يكون أصلًا مصابًا بالاضطراب، مما يعني أن عليه مواجهة نفسه وعيوبها.
كل هذا يقودني للإيمان بضرورة الوعي الشامل، لا بالاضطرابات وحدها، بل بالدوافع خلف نشر الوعي حولها على يد مستخدمي وسائل التواصل والمختصين على حد سواء. لزامٌ علينا تحمُّل مسؤولية صحتنا باكتساب المعرفة المطلوبة والكافية من مصادر موثوقة تعيننا على فهم ما نمر به، سواء كان اضطرابًا أو مجرد عيبٍ سلوكيّ.
فقرة حصريّة
اشترك الآن
نحن ممتنون لزيارتك لمدونتنا، حيث ستجد أحدث المستجدات في عالم التكنولوجيا والابتكار. نهدف في هذه المدونة إلى تقديم لك محتوى ذو جودة عالية يغطي مجموعة واسعة من المواضيع التقنية المثيرة.jj