لماذا لا نوظف «ضابط جودة»
في «ثمانية» نؤمن بمبدأ الإحسان، وهو أن تحسن عملك، يعني ألاّ تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا تنبّهت لها. فكل موظّف هو ضابط جودة عمله.
ليست الجودة شيئًا نعالجه في نهاية المشروع، بل هي قيمة موجودة في كل خطوة منه.
نقايض الجودة غالبًا بالسرعة للحصول على الأسبقية في السوق، فنعمل بسرعةٍ ونطلق أعمالنا بسرعة، (خصوصًا في المشروعات البرمجية)؛ وهذا يجعل الإضافات الجديدة أمرًا صعبًا جدًّا مستقبلًا، بسبب تعقيد المشروع.
عندما تكبر الشركة ويصبح لديها أكثر من منتج وخدمة تقدمها تصبح عملية ضبط الجودة صعبة جدًّا، وهنا توظّف معظم الشركات «ضابط جودة» أو ما يسمى مسؤول ضمان جودة (Quality Assurance Specialist). هذا المسؤول وظيفته مراجعة المخرجات وضمان أنّها تفي بمعايير المنظومة.
في «ثمانية» نؤمن بمبدأ الإحسان، وهو «أن تحسن عملك، يعني ألاّ تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا تنبّهت لها؛ فتبذل الوقت وتتيقّظ لتفاصيل التفاصيل بلا كلل أو ملل». فكل موظّف هو ضابط جودة عمله.
الموظّف هنا لا يحتاج إلى شخصٍ آخر ليتأكّد من عمله ولا لمدير ليراجع مهمّاته في كل خطوة. فالمسؤولية هي إحدى أهم صفات الموظّف الناجح. نحن لا نكِل المهمّة إلى الشخص لذاته، بل نعمّد الفكرة، وهو يهتم بتفاصيل المهمّة وكيفية إنهائها. كل شخص مدير نفسه في المقام الأوّل، بمعنى أن عليه الاهتمام بمهمّاته التي يعمل عليها ويتأكّد أنّها تمّت دون أن يخبره غيره بذلك.
عندما ننوي أن نعمل على منتجٍ ما، فإمّا أن نكون الأفضل وإمّا ألاّ نكون أبدًا. نقارن أنفسنا بالمنتجات العالمية ونؤمن بأننا نستطيع منافستها، بل سنصبح أفضل منها.
تبدأ الجودة دائمًا من الموظّفين ثمّ من آلية العمل. فالموظّفون هم الخط الأوّل لبناء أي منتج، وفي البناء يجب أن يتّبعوا أفضل الممارسات التي ستجعل عملهم الأفضل. إنّ الموظّف الذي يعلم أن سواه سيتأكد مِن عمله بعده يقلّ حرصه على الجودة.
عدم تعيين ضابط للجودة جاء من وجهة نظر مختلفة، ولكن هذا لا يعني تحييد أو تهميش دورهم. بل يعني أننا يجب أن نتأكّد مِن أنّ كل فرد في المنظومة يؤدّي عمله على أكمل وجه، بأفضل جودة ممكنة، فالجودة مسؤولية الفريق كلّه، وإذا كنت تخطط لتوظيف ضابط للجودة في فريقك فتأكّد أن لديك طريقة لقياس نجاح دوره لتتأكد أنّك اتّخذت القرار الصحيح.
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.