ماذا قرّرنا في رمضان
نشارك محبّي نشرتنا السرية فقط: ثلاثة قرارات داخلية اتخذناها في رمضان. الأول قرار تسويقي، والثاني قرار إداري، والأخير قرار إنتاجي + تسريب.
قبل أمس، كانت الذكرى الثمانون للأغنية الخالدة «رمضان جانا». الأغنية التي سبقت تأسيس عدد من الدول، واخترقت حدود الذائقة العربية، وصمدت أمام جميع الهبّات.
هل تعلم أن عبدالمطلب غنّاها ليفك أزمة مالية مقابل 6 جنيهات فقط؟ 😅
ما علينا. المهم، مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير✨
وبهذه المناسبة الحلوة، نحب أن نشارك محبّي نشرتنا السرية فقط: ثلاثة قرارات داخلية اتخذناها في رمضان. الأول قرار تسويقي، والثاني قرار إداري، والأخير قرار إنتاجي + تسريب حصري. والأهم من هذي القرارات هو قصصها، وليش أخذناها.
أما القرار التسويقي فهو: إنتاجاتنا في رمضان بلا موسيقا
ترى ثمانية أن الموسيقا مهمة في صناعة القصة وخلق التأثير، لذا فإن كل إنتاجاتنا بموسيقا طوال العام، عدا رمضان.
واستثنينا رمضان، ليس للرأي الفقهي الذي يقول بحرمتها -فلو كان هذا لأزلناها في جميع الشهور، بل لأن شريحة كبيرة من جمهورنا وموظفينا يزعجها وجود الموسيقا في المحتوى في رمضان. خصوصًا أن معظم محتوانا يُستهلك في النهار، ولرمضان قدسية وخصوصية اجتماعية وروحانية تختلف عن بقية الشهور.
فرأينا إزالتها من كل إنتاج جديد لا يتضرر كثيرًا بإزالته. ويشمل هذا كل إنتاجات ثمانية، عدا «بودكاست آدم» و«سياق» وسلسلة «رحلة مع أنس إسكندر»، فالضرر في إزالة الموسيقا منها شديد على جودة محتواها.
وأما القرار الإداري، فهو متعلق بساعات العمل في رمضان
كأي شركة قررت أن تبقى ناشئةً ورشيقة في اتخاذ قراراتها، نرتكب كل يوم قدرًا لا بأس به من الأخطاء. أحدها كان العام الماضي، وهو: خفض ساعات العمل في رمضان إلى 4 ساعات. ولم يكن الخطأ في خفض الساعات ذاته، فهو الطبيعي والمعمول به في معظم المنظمات، بل كان الخطأ في مخالفته ثقافة العمل في ثمانية.
فنحن شركة مذ وُجدت لا تعترف ثقافتها بساعات العمل. لا تكافئك إذا قررت العمل 16 ساعة في اليوم، ولا تذمك إنْ اخترت العمل ساعة واحدة، ولا تحاسبك على حضورك وانصرافك، ولا تراقب رصيد إجازاتك. ما تُحاسبك عليه: مخرجاتك.
ولما قررنا الـ 4 ساعات في رمضان الماضي لم يتسق هذا العدد من الساعات مع الأدوار الإبداعية والتشغيلية المتباينة من فرد إلى آخر. فالمصوّر ليس كالكاتب في طبيعة عمله، والكاتب ليس كالمبرمج. وكان العدد مجرد عدد، لا يعكس واقع المهام والمسؤوليات المطلوبة؛ فاستاء الفريق وأُحبط، ولا يُلام على ذلك. لكن عدّت على خير.
والبديل الذي قررنا تجربته هذا العام: أن تبقى ساعات العمل مرنة كسائر الشهور، ويشارك كلّ مدير ما يتوقعه من فريقه خلال رمضان، ليتفادى الموظف المفاجآت والطوارئ التي قد تؤثر في الجدول الذي يختاره لنفسه في رمضان.
وأما القرار الإنتاجي فهو: «رحلة مع أنس إسكندر»
شاهدتم الحلقة الأولى؟ لا تفوتكم.
سلسلة «رحلة مع أنس إسكندر» الرمضانية إنتاجٌ صعب.. لا يشبهه أي إنتاج عمِلنا عليه سابقًا، في تحدياته التشغيلية أو مخاطرته المالية.
تخيّل أن تسافر 7 دول في شهر واحد، لتنتج وتنشر 15 حلقة، تتطلب الواحدة منها: سفريّة + إعداد محتوى + تصوير + تحرير وتلوين + نشر وتسويق وترجمة… في إطار زمني لا يتجاوز اليومين للحلقة!
أضف إلى ذلك دخول المشروع المباغت قبل شهر، ومداهمته خططنا المالية وتهديده استقرار قوائمنا المالية… فإذا أردت الاستثمار في مشروع ضخم، فعليك أن تجد له راعيًا يغطي تكاليفه قبل إطلاقه. وهذا، في ظرف شهر، أقرب إلى المستحيل منه إلى الصعب، واسأل من جرّب عن مدى التعقيد في إيجاد الرعاة.
مع هذا، ولسبب لا يعلمه إلا الله، قررنا ندعس في المشروع، وبدلًا من الهلع وتضخيم الشكوك والاستغراق في التخطيط قرّر فريق الإنتاج تذويب التحديات التشغيلية بفكرة: «خلّونا نجرّب».
فعلى رغم تقدّم نماذج التخطيط، وأهمية قوالب الحلول الاستباقية، يرى الإنتاج أن لـ«التجربة والخطأ» قوة خارقة لا يعادلها شيء.
وكان القصد من «خلّونا نجرب» هو أن ننتج حلقة كاملة في الرياض، كما لو كان الفريق في دولة أخرى، نعرف منها أي مشكلات خفيّة، أو أخطاء قد تعطل سير الإنتاج والنشر الدوري في أثناء السفر. ونشوف: هل فعلًا نقدر؟
أنتج الفريق الحلقة التجريبية في أقل من 48 ساعة. وكما توقعنا، أفادتنا التجربة في التعرف إلى عدة مشكلات خفية، كإسهاب المحتوى في موضوع واحد، وضعف صوت الشخصيات، واختلاف الألوان بين الكاميرات… لكن الفائدة الأهم أنها أعطتنا شعورًا كبيرًا بالثقة، وهيأتنا نفسيًّا للوحش القادم.
في الجهة الأخرى، كان يعمل فيصل وفريقه على تأمين الرعاية، حتى عاد معتذرًا في آخر لحظة:
أطلقنا الحمد لله. والمؤشرات جيّدة حتى الآن، والحماس كبير، والطموح عالٍ لننتج أفضل مادة رمضانيّة شاهدها العرب.
لكن ما زلنا في بداية الرحلة، والآتي أصعب. وبعد رمضان سنكتشف الإجابة عن سؤال: «هل فعلًا نقدر؟»
هذه نشرتنا لهذا الأسبوع. وحتى الأسبوع القادم، كونوا بخير!
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.