لماذا ألغينا إجازة الموظف السنوية في ثمانية
يعمل الموظف في ثمانية دون حساب لعدد ساعات عمله في اليوم، ولا عدد الأيام التي يعملها في الأسبوع، ولا عدد أيام الإجازات التي يأخذها في السنة.
اعتمدنا، منذ بداية ثمانية في 2016، العمل عن بعد. لم تكن رفاهية حينذاك، ولكن لم يكن هناك مقر نعمل فيه. ومرّت السنوات، وتغيرت الظروف، وزاد الفريق.
أؤمن أنّ كثيرًا من الوظائف الحالية تدار وتقاس كما لو أننا في بداية الثورة الصناعية. اليوم نعيش في عصر الإنترنت، الذي غيّر كلّ شيء إلا عقول الديناصورات من حولنا. ثمانية كلّها قائمة على الإنترنت. العمل على الإنترنت. العقود ترسل عبر الإنترنت. نخزّن مئات «التيرابايتات» من المواد على الإنترنت. ننشر محتوانا على الإنترنت. نجتمع، قليلًا، عبر الإنترنت. نناقش كل الأفكار، مع فريق موجود في 14 مدينة في هذا العالم، عبر الإنترنت.
فكيف نستطيع قياس ساعات عملهم؟ كيف أعرف أن فلانًا عمل 8 ساعات، في حين أنّه ليس ثمة آلية لضبط الدخول والخروج في كل هذه المدن. وحتى مقرّ الشركة في الرياض، لا يوجد به نظام دخول وخروج للموظفين. فكيف نقيس تواجدهم؟ آمنّا أننا لا نستطيع. وأنّه لا يخدم الشركة أساسًا.
الأعمال الإبداعية، ليست كغيرها. لو كانت مغسلة سيارات، فأنت تحتاج إلى وجود الموظف 8 ساعات يوميًا، لأنه يحتاج أن يغسل عددًا محددًا من السيارات. فبوجوده يتم العمل، وبدونه ينتفي.
في الصناعة الإبداعية الأمر غير ذلك. لا تستطيع قياس شيء. فقد يأخذ البحث عن موضوع الحلقة أو المقالة أو الفلم ساعات وأيامًا. والمدير لا يستطيع أن يرى أثرًا لعمله. فهو بحث ومشاهدة أفلام وقراءة ومتابعة تويتر، إلى آخره.
فلطالما أنّي لا أستطيع قياس ساعات عمله، فأنا لا أستطيع قياس أيام عمله. فقد يبحث أحدهم شهرًا أو شهرين عن فكرة حلقة أو فلم أو مقالة تؤثر في الملايين؛ وهذا ما نحرص عليه.
فنعتمد مواعيد تسليمٍ للمهام، بدلًا من قياس ماذا يفعل وكم ساعة يعمل الموظف في يومه. وغيّرنا عدد أيام الإجازة المتاحة للموظف من 30 يومًا تقويميًّا، إلى 365 يومًا في السنة.
يعمل الموظف في ثمانية دون حساب لعدد ساعات عمله في اليوم، ولا عدد الأيام التي يعملها في الأسبوع، ولا عدد أيام الإجازات التي يأخذها في السنة.
والإجازة، تعني إجازة. فما إن يحذف الموظف «بيسكامب» من الجوال واللابتوب، ينقطع كليًا عن الشركة ومهامها وأخبارها. ففي «ثمانية» أي تواصل خارج بيسكامب، ممنوع. لا واتساب ولا بريد.
وجودك خارج مقر الشركة، لا يعني أنك لا تعمل أو في إجازة. أكتب المقالة هذي وأنا في جدة. ويجيزها سفر، وهو في رحلة إلى ضواحي إيرلندا، وتدير شذى العمليات في منزلها في الرياض، وتدققها إيمان لغويًا من الكويت.
كلّ في مكانه يقوم بعمله. وعندما يأخذ إجازة، فلا أحد يستطيع الوصول إليه. نعلم أنّ مثل هذه السياسات المفتوحة قد تضع عبئًا على الموظف فيأخذ أوقات إجازة أقل. لكنّنا نعلم أيضًا أن المديرين هم المثال الذي عليه تفعّل حقيقة هذه السياسات.
فإذا كان المدير لا يأخذ إجازة، فلن يأخذ أحد إجازة. وإذا كان يعمل ليل نهار في المكتب، فستجد الكل يضطر إلى العمل من المكتب. فالسياسات الجيدة، يجب أن تتبعها آليات محكمة لتفعيلها كي لا تنقلب على الشركة أو الموظف.
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.