كيف نحافظ على رشاقتنا
ألغينا رئيس تحرير الشركة، وصار عندنا عشرات رؤساء التحرير، فبات لكل برنامج رئيس تحرير مستقل يقوده، يوظّف من يشاء ويستضيف من يشاء.
نحن في مهمّة لصناعة شركة صحافية عربية مختلفة كليًّا. هذه المهمة صعبة جدًا، فمشكلات صناعة المحتوى عربيًا أزليّة. في سوق تندر فيها الكفاءات والمواهب، وتكثر فيها شركات تكتب موضوع-ات، تستهدف محركات البحث، لا إثراء المحتوى، ويكون أشدّ شيء تطوّرًا فيها موديل مقصّ الرقيب.
ولكنّنا نؤمن أن المحتوى هو أساس تطوّر الإنسان، وهو كلّ ما يحتاجه لاتخاذ قرارات تحسّن جودة حياته، وعليه تتطور المجتمعات والأوطان. والآلة 😀.
اكتشفنا أن من مشكلات التجارب القديمة والحديثة، غياب تنوّع الرأي في المؤسسة الواحدة، فتسنّ القنوات والصحف والمواقع قوانين مكتوبة وغير مكتوبة، تحدد توجه خطّها التحريريّ.
غير أنّ هذا قد لا يكون مشكلة بذاته، لكنّه يحدّ من الإبداع والتنوع والثراء الذي نطمح إليه في «ثمانية»؛ فقررنا منذ سنوات إزالة منصب رئيس التحرير من الشركة. وغيّرنا الهيكلة مرارًا وتكرارًا حتى وصلنا إلى النموذج الحالي. وموضوع الهيكلة يتطلب نشرة «سريّة» بالغة السريّة.
ألغينا رئيس تحرير الشركة، وصار عندنا عشرات رؤساء التحرير، فبات لكل برنامج رئيس تحرير مستقل يقوده، يوظّف من يشاء ويستضيف من يشاء ويحدد كل تفاصيل البرنامج. ودور الشركة وأقسامها الأخرى، الدعم والتطوير.
هذا النموذج، يضمن على المدى البعيد التنوع في أطياف المحتوى والآراء. ويضمن، وهذا الأهم، بقاء الشركة وبرامجها رشيقة متجددة متنوعة «تشبهنا.» «والرشاقة تزيل الشحوم»، فلا برامج أو وسائط لا فائدة منها. وتضمن الحيوية، فتجدك مبتكِرًا برامج وأساليب جديدة، لا تتشبّث بالتلفزيون ولا الراديو، ومستعدًّا لأن تتبنّى كل تقنية وفكرة جديدة.
كلّما رفعتَ من الصلاحيات والثقة لفريقك زادت المسؤولية والإحسان في إنتاج محتوى يفخرون به ويمثّلهم. وكلّما كانت القرارات تنزل من أعلى الهرم، كان الفريق مجرّد منفِّذ لأفكار وآراء من يقود الشركة.
ابق قريبًا من فريق ثمانية، آخر أخبارنا وكواليسنا وتدويناتنا في رسالة خاصة وسرّية جدًا، تصلك في كل أسبوع.